واحد تاني
قصة قصيرة
قصة قصيرة
واحد تاني
تأليف : ياسمين ناصر
شاب يبلغ من العمر 20 عامًا، وحيد والديه، أغلب أيام حياته قضاها في معاناة بسبب والده الذي لطالما عامله بقسوة، منذ صغره اعتاد أن ينفذ له أوامره دون نقاش تجنبًا للمشاكل و الضغوطات، ما كان يجعله يصبر و يهون عليه بعض الشيء هو وجود أمه التي كانت تتحدث معه و تهون عليه دائمًا بعد كل مشكلة له مع والده .. تطمئنه و تخفف عنه بالكلام …. كانت بحنانها تعوضه عما يفتقده من حنان بالتعامل مع أبوه، و لكن رغم ذلك لم تكن الأم تقدر على التصدي لبطش الوالد .. مستسلمة لما يفعله سواء مع ابنها أو معها؛ ولكن مع مرور السنين و كبر سن ( محمد ) و دخوله الجامعة لم يعد كالسابق؛ الطفل القابل للوضع الذي فُرض عليه .. الذي يتلقى القسوة و سوء المعاملة ولا يتكلم .. بل أصبح يعاند .. يعترض .. يرفض .. يرد على ما لا يعجبه من كلام أو تصرفات من قِبل أبيه مما جعل المشاكل تزداد اشتعالًا ففي كل مرة أصبح ( محمد ) يفعل فيها ذلك الأب يزداد غضبه وتعجبه من رد فعل ابنه الذي اعتاد منه دائمًا على السمع و الطاعة، كانت الأم لا تعلم ماذا تفعل وسط كل هذا .. لا يعجبها حال ابنها ولا إصرار زوجها على استعمال القسوة .. !
و في إحدى الأيام ذهبت لغرفة ابنها لتوقظه حتى يذهب للجامعة كالعادة و حين دخلت لغرفته لم تجده مكانه، شعرت بالقلق و أخذت تسأل نفسها إلى أين ذهب ؟؟ ظلت تبحث عنه في كافة أرجاء المنزل و لكنها لم تجد له أثر، لاحظت أثناء بحثها وجود بعثرة في محتويات الغرفة .. يبدو أنه قد حزم أغراضه و رحل ولكن كيف ستصل إليه ؟؟ اتصلت به على هاتفه .. رنين بدون رد، لم تجد ما تفعله سوى أن تذهب لزوجها ليجد حلًا فيما يحدث و يبحث معها عن ابنهما، جرت مسرعة ناحية غرفة زوجها لتوقظه و هي في قمة قلقها .. ولكن !!
وجدت زوجها ميت !!! ظلت تحاول و تحاول إيقاظه بأن تحرك جسده ولكن دون استجابة .. نادت عليه كثيرًا دون رد .. جسده بارد .. ملامحه شاحبة .. وجهه تحول للون الأزرق .. صُدمت لما رأته و لم تصدق نفسها، صدمتين في وقت واحد؛ ابنها رحل دون أن يخبرها أين ذهب أما زوجها فقد رحل للأبد، ظلت تبكي و تبكي بحرقة بجانب جثة زوجها .. و أحيان أخرى تصرخ !
بعد دقائق توقفت فجأة عن البكاء و ما زالت آثاره على وجهها و كان يبدو عليها أنها تفكر في شيء ما، قالت و هي مندهشة محدثة نفسها بصوت : هو ممكن يكون ابني قتل جوزي !!؟