لماذا الحدس ليس دقيقا ؟

علم النفس الشعبوي و الانحيازات المعرفية

علم النفس الشعبوي هو نفسه  القناعات النفسية اللي بتقوم على الحدس و إللي من شعاراتها مثلا استفتي قلبك ..  و مشكلته إنها طرق في التفكير مش مبنية على scientific approach طريقة علمية (بقيس ) بيها النظرة اللي بتبناها في الأمور ..

لان علم النفس الشعبوي مجرد تخمينات و ترجيحات متسرعة و الاهم من كل ده إنها ( غير واعية ) الشخص بشكل تلقائي بيصدق ف صحتها .. دون محاولة للتحقق منها و من دقتها في تقييم المشكلة أو الموقف أو الشخص ، طيب ليه هي غير واعية ؟ ، لان العقل مش منطقي بالصورة اللي انت متخيلها ..

(لان المنطق منهج بنمارسه مش فطرة احنا بنتولد بيها تلقائيا أو منهج بينزل مع اخر اب ديت لآخر خمس شهور ) ..

عقلك بيخضع لحاجة اسمها ( cognitive biases)

(تحيزات معرفيه)..

التحيزات المعرفية بتأثر على تقييمنا جدا و وضوح رؤيتنا للأمور

التحيزات المعرفية هي عبارة عن تركيب معقد ما بين طباعك الموروثة فيك و ميولك الموروثة و انحيازاتك و تفضيلاتك تجاه الشكل و الملامح و نبرات الصوت و تفضيلك للطباع و لغة الجسد

و مابين خبرات الماضي اللي اتشكلت زي خريطة محفورة في مخك متخزنة في الذاكرة عززت فيك ردود فعل تلقائية و عادات و طباع اكتسبتها بالتكرار هدف البرمجات و الآليات دي انها تحميك من الخطر و التهديدات و تساعدك على البقاء و تعزز منه و تسهلك ممارسة انشطتك اليومية .

و التحيزات كمان ممكن تبقى أشخاص بحبها .. ف مثلا لو عندي مدرس بحبه قال معلومة خاطئة انا مش هفكر ادور وراه لاني واثق فيه ثقة عمياء لاني بس بحبه .

و ممكن يبقى التحيز لطبقة اجتماعية معينة يخليني اتبنى مفاهيم أو اتبنى رؤية و تقييم بشكل لا واعي و أصدقه و هي نفسها رؤى غير دقيقة و غير منطقية و العلاقات مبينهم مش حقيقية زي مثلا مشاهدتي لإعلان معين لأحد الكومباوندات يخليني أحس بعدم الرضا عن مكان سكني و حياتي زي ما هي ..

ممكن التحيز يبقى للمشاهير أو لاصحاب السلطة لأقارب أو اصدقاء ..

او يبقى تحيز ضد شخص ما .. بيخليني بأغير قناعاتي و اتبنى عكس معتقداته لاني متحيز ضده ..

في تجربة اتعملت عن التأثير اللاواعي للتحيزات المعرفية ..

في سوبر ماركت قرروا الباحثون أن يضعوا نوعين من النبيذ من نفس النوع لكن واحد مكتوب عليه الماني وواحد فرنساوي الاتنين نفس السعر و نفس الطعم بالضبط ، بس في خدعة صغيرة قرروا يشغلوا في الخلفية مزيكا من النوع الفرنساوي في يوم .. و مزيكا ألماني في يوم تاني .. في اليوم اللي شغلوا فيه المزيكا الألماني كانت المبيعات الاعلى للنبيذ لصالح النوع الألماني .. و هكذا ف النوع التاني المبيعات الاعلى كانت لصالح نوع المزيكا الفرنساوي ! ..

الغريبة أنهم عملوا استبيان و سألوا 44 شخص من العملاء لسبب شراءهم المنتج ده بالذات .. واحد منهم فقط ذكر أن المزيكا فرقت معاه .. و الباقي مكانش واعي لده حتى بالرغم من أن السؤال أتوجه مباشرة هل انتبهت لنوع المزيكا ف الخلفية ؟ .. 6 فقط ذكروا أنه يمكن يكون فعلا ده حاصل لكونهم بيحبوا النوع المعين ده ..

التجربة ببساطة وضحت أن قرارات كتير بناخدها بشكل غير واعي و بتبقى متخيلين أنها بأرادتنا ..

لذلك الشخص محتاج ميثقش في القرارات و الاحكام التلقائية أو المندفعة و ياخد عليها قرارات مواقف لأنها بتكون مش واعية و للأسف بتبقى واخدينها مسلمات و مش واعيين اننا مش واعيين أو فاكرين اننا فاهمين الموقف صح بالتالي مش بنحاول نفحص الموقف ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى