اكتشاف الكذب من خلال لغة الجسد

يقول خبراء لغة الجسد: “إن الشخص الذي يكذب عادة ما يقوم ببعض الحركات اللاإرادية، كحك أنفه، ولمس فمه، وغيرها من الحركات. وإن الإنسان الذي يكذب، عادة ما يشعر بأن الطرف الآخر سيكتشف كذبه في أية لحظة، ولهذا فهو شخص مرتبك دائماً وقلق”.

ويقول د. أحمد عياش، الاستشاري في علم النفس: “لا بد من التمييز بين الشخصية الكاذبة، والشخص الذي يضطر إلى الكذب لإنقاذ موقف ما؛ فالشخصية الكاذبة هي شخصية مريضة تلجأ إلى الكذب لعدة أسباب، منها الشعور الدائم بالاضطهاد فيتخذ موقع الدفاع عن النفس. وهناك بعض الأشخاص يلجأون إلى الكذب بغية كسب ود الآخرين. وهذه النوعية من الأشخاص تعاني من اضطرابات في طفولتها نتيجة نقص الحنان وغياب الأمان في محيطها الاجتماعي”.

ووفق عياش، تعود أسباب النفاق إلى التربية العائلية، والنظام التربوي القائم على أساس المفاضلة بين الطلاب، دون مراعاة الفوارق الذهنية والقدرات الذاتية للطالب، فيلجأ الأخير إلى اعتماد أسلوب النفاق لكسب الجمهور حوله، ولفت نظرهم. ويعتبر عياش أن اعتماد أسلوب النفاق عند الأشخاص يبدأ في سن مبكرة. أضف إلى ذلك، يلعب الخوف دوراً رئيسياً في اعتماد أسلوب النفاق، حيث يخشى المنافق من رد الفعل عند قول الحقيقة، ويعتمد أسلوب النفاق.

ويضيف عياش إلى قائمة الأسباب، سبباً آخر لاعتماد أسلوب المراوغة والكذب، منها تبوؤ كوادر دون المستوى مراتب اجتماعية وثقافية، ما يعطي فرصة لانحلال الأخلاق، وبالتالي يصبح النفاق جزءاً رئيسياً من حياتهم اليومية.

ويقول مؤلفا كتاب: “المرجع الأكيد في لغة الجسد” آلان وباربارا بييز: “لكشف الإنسان الكاذب، عليكم التحديق في وجهه، وحركات يديه”. ويضيف الكاتبان: “في اللحظة التي يبدأ الإنسان بالكذب، يرسل جسده إشارات متناقضة، فيقوم اللاوعي بإرسال طاقة عصبية تظهر تعارضاً مع ما يقول، كتحريك اليدين، وحك الأنف، ووضع الأصابع على الفم أثناء الحديث، وغيرها من الإيماءات الحركية”.

كيفية فهم الشخص الكاذب
ويكشف المؤلفان بعض الخطوات التي تساعد على فهم الشخص الكاذب ومن أبرزها:

تغطية الفم
تشير هذه الحركة إلى أن خلايا المخ أصدرت أمراً لمحاولة كبح الكلمات الخادعة، وأحياناً تتم هذه الإيماءة بوضع عدة أصابع فقط على الفم، أو حتى بوضع قبضة اليد مغلقة. ويحاول بعض الأشخاص إخفاء إيماءة تغطية الفم بالسعال، إلا أن السعال المتكرر دون وجود عوارض مرضية يشير إلى عدم صدق الأقاويل التي يقولها الشخص.

حركات كثيرة تفضح الشخص المنافق
في المقابل، عندما يقوم السامع بتغطية فمه أثناء الحديث، أو وضع أصابعه على وجهه، فإن ذلك إشارة منه إلى أنه لا يصدق الحديث، وأنه يشعر بأن الطرف المقابل يكذب عليه. وتظهر هذه الحركة بشكل واضح عادة أثناء المؤتمرات. فعندما يغطي المستمعون أفواههم بالأقلام أو بأصابع أيديهم، فإنهم يرسلون إشارة إلى المتحدث بأنهم لا يصدقونه. لذا على الأخير التوجه إلى الجمهور وسؤالهم إن كان لديهم أسئلة أو تحفظات على هذا الجزء من الحديث، فيظهر له كماً غير متوقع من الأسئلة التي تخالف ما يقول.

لمس الأنف
من أكثر العلامات شيوعاً التي يعتمدها الشخص المنافق أثناء حديثه. وبحسب علماء في مؤسسة معالجة وأبحاث التذوق والشم في ولاية شيكاغو، فإن الإنسان عندما يكذب يفرز جسده مواد كيميائية تعرف باسم كاتكولاماينز (بالإنجليزية: Catecholamine)، تتسبب في تضخم بأنسجة الأنف. ولذا بطريقة عفوية، يلمس الكاذب أنفه لحكه نتيجة انتفاخ الأنسجة الدموية. كما أظهر العلماء، أنه أثناء الكذب، يرتفع ضغط الدم، ويصاب الأنف بالحساسية، فيصدر الدماغ فوراً أمراً مباشراً للشخص الكاذب بحك أنفه.

فرك العين ولمس الرقبة
تشير الأبحاث إلى أن الكاذب عادة ما يلمس أذنه عند الحديث، أو يقوم بحك رقبته، ويعود السبب في ذلك إلى أن التوتر الشديد، عند قول معلومات غير صحيحة، يجعل الإنسان في حالة من القلق، ولذا يشعر برغبة في حك الأذن، أو الرقبة في محاولة منه لتخفيف قلقه.

اختلاف نبرات الصوت
من العلامات الدالة على أن الشخص يكذب أيضاً، التغيير الذي يطرأ على نبرات صوته. وبحسب مجلة psychology today قد يتغير صوت الشخص عندما يروي الكذبة، وعادة ما ينخفض الصوت عند البدء بقول الكذبة، ثم يرتفع تدريجياً، إلا أنه يبقى في إطار منخفض مقارنة بمن يقول الحقيقة.

التكرار في العبارات
تقول اختصاصية لغة الجسد، الدكتورة ليليان غلاس: “إن التكرار في الجمل والعبارات أثناء الحديث من العلامات الواضحة أن الشخص المقابل يحاول التهرب من قول الحقيقة”. ووفق تقرير نشرته “بيزنس أنسايدر” عن علامات الجسد التي تظهر الكذب، فإن تكرار العبارات والجمل، والمحاولة للبحث عن مواضيع مغايرة عن الموضوع الأساسي الذي يتم عليه النقاش، من العلامات التي تشير إلى أن الشخص لا يقول الحقيقة.

المرأة أكثر دهاءً في الكذب
يظهر كتاب Why Men Lie and Women Cry لباربارا وآلان بيير، أن النساء أفضل في قراءة المشاعر، وبالتالي هن أفضل في التلاعب بالآخرين بكذبة مناسبة. وقد استند المؤلفان في رأيهما إلى بحث أجرته سانجيدا أوكونيل، حيث أظهر أن النساء لديهن إمكانية للكذب بشكل أبرع من الرجال. فالنساء قادرات على صياغة أكاذيب معقدة. في المقابل، فإن الرجل غير قادر على تأليف أكاذيب معقدة، بل يعتمد دائماً على الأكاذيب البسيطة، مثل “تأخرت في العمل، جاء المدير العام، فاتني الأوتوبيس”، إلا أن المرأة عادة ما تؤلف قصة طويلة، وتقوم بحبكها بشكل قوي في محاولة منها لإخفاء الحقيقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى